الرجل الذى دَوٌخَ أمريكا .. خامنئى مرشد الثورة الإيرانية

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : سياسة وصراحة





- من بين العديد من الألغاز الإيرانية ، ليس هناك ما يثير إحباط أمريكا وحلفائها أكثر من كيفية فهم آية الله خامنئى ، المرشد الأعلى الذى يحدد توجهات البلاد ، فعندما سألت أحد المخضرمين الإيرانيين كم يبلغ عمر خامنئى ؟ كان الجواب ليس عجوزاً جداً ! وقد عجزت سنوات من الاستقصاء عن سبر أغوار الرجل ذى اللحية البيضاء والنظارة السميكة ، الذى ترصع صورته مبتسماً دائماً اللوحات التى تصور طهران .

- ويقع حل لغز هذا الرجل فى صدر التحديات التى يواجهها الرئيس أوباما ، فسلطات خامنئى ليست مطلقة ، إلا أن قدرته على منع صدور أى قرار هى المطلقة ، ولم يعد من السهل تجاوزه ، مثلما لم يسهل تجاوز الكساد العظيم .

- وخامنئى الذى تعرض للسجن و التعذيب تحت حكم الشاه يبلغ من العمر السبعين تقريباً ، وهو يقود إيران منذ وفاة آية الله الخمينى قبل عقدين ، وتشمل سلطاته الواسعة الحق فى تعيين قادة كل من الحرس الثورى والقوات المسلحة ، والهيئة القضائية والتليفزيون الذى تديره الدولة ، وهو يخفى نفوذه المطلق وراء ستار الحكم المعتدل بين السلطات .




- ووفقا لمبدأ " ولاية الفقيه " أو وصاية القضاء الدينى ، الذى طوره الخمينى لتبرير وضع السلطة السياسية فى يد رجال الدين ، فقد ضمن خامنئى استمراره فى الحكم مدى الحياة ، وبدون ظهور الإمام الغائب الذى لم يظهر منذ اختفائه فى القرن التاسع ، فإن خليفته الدنيوى يترأس باعتباره وصياً على الثورة الإسلامية ، وترى أعداد غفيرة من الإيرانيين ، أن أى تغيير فى هذا النظام يعد خيانة جوهرية للثورة ، مهما كانت عناصر الديمقراطية ، بما فيها الانتخابات الرئاسية التى جرت التى تحاول الالتفاف حول إدماج فكرة الحق المقدس للمرشد ضمن مبادئ الدستور .




- ليس من المتوقع تغيير وشيك فى هذا الوضع فى إيران ، وعلى النقيض يمكننى القول إن الواقع السياسى فى إيران على مدى السنوات الأخيرة عزز من هيمنة خامنئى ، بحيث تبدأ كيفية التعامل مع إيران منه وتنتهى إليه ، وقد أسفر سوء سمعة الثروة التى يمتلكها منافسه على أكبر رافسنجانى عن تعزيز صورة خامنئى الورع ، وأدى ما يتمتع به الحرس الثورى من تفضيل فى ظل الرئيس أحمدى نجاد إلى تقوية مؤسسة تَدين بالفضل إلى خامنئى ، وهكذا أصاب الجذر موجة الإصلاحيين ،

- والأكثر أهمية ، فإن هجومه على " قوى الاستكبار" الولايات المتحدة - أدت إلى تدعيم حجته خاصة بعد غطرسة إدارة بوش ، كما وجد دعمه العاطفى للقضية الفلسطينية صدى فى الآونة الأخيرة نتيجة لمذبحة غزة ، وحتى محاولاته لجعل الثورة الإسلامية تقف فى صف المستضعفين ضد " الهيمنة الاقتصادية " للولايات المتحدة دعمتها المتاعب التى جرتها الرأسمالية العالمية .



- فما الذى يريده هذا الرجل الداهية ، وماذا سوف يعطيه ؟

- فى العام الماضى قال خامنئى : لا شك أنه عندما تكون العلاقات مع أمريكا مفيدة للأمة الإيرانية ، سوف أكون أول من يوافق على ذلك وهو ما يعنى أن العقيدة لا تعوق حركته ، ويرى خامنئى أن مهمته الأولى كمرشد للثورة التى تتضمن قيمها الجوهرية الاستقلال ، الثقافة والعلم لتحقيق الاكتفاء الذاتى هى إحياء الإسلام ( على المستوى الوطنى والدولى ) كأداة للشريعة ، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، وهو يعتقد أن أمريكا تريد من إيران الاستسلام والرضوخ لهيمنتها .

قدد تتفق أو تختلف مع هذا الرجل لكنك حتماً عندما تراه أو تسمعه سوف تحترمه وتحترم أفكاره وشجاعته وصلابته وقوته وفخره واعتزازه بإسلامه ، هذا الرجل الذى أحبط ودوخ أمريكا ، آية الله خامنئى مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية .

مقال : إنترناشيونال هيرالد تريببيون

mamin tech

I am Amin, a 37-year-old Algerian writer and blogger. Through this blog, I share my experiences and thoughts on a variety of topics. My main interests include topics such as literature, culture, travel, technology, and personal development. I have always been passionate about writing and expressing my thoughts, and this blog reflects that passion. I believe in the importance of sharing ideas and knowledge with the Arab and global community, and I always strive to provide valuable and useful content to my readers. As an Algerian writer, I seek to highlight the beauty and diversity of our culture and rich history. I always look forward to interacting with my dear readers, so do not hesitate to share your comments and opinions on blog topics. Thank you for your continued support and participation in my writing and cognitive journey.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال