فارق السن فـى الـزواج .. هـل هـو نـعـمـة أم نـقـمـة ؟

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : للنساء فقط ، ثقافة لذيذة



يبدو أن الفرق والتباين في الأعمار بين الزوجين بات لا قيمة له ، ومع أن الكثير من الرجال يفضلن الزواج من الأصغر سناً إلا أن الجانب الآخر من الصورة قد يبدو أكثر قتامة ، حيث بات الكثير من الفتيات يبحثن أيضاً عن رجال يفوقونهن ربما بعشرات السنين .



البعض يرى أن العوامل الاقتصادية هي المحرك الأساسي لدى الفتاة في هذا الموضوع ، وذلك طلباً للاستقرار وحياة أفضل ، أو هرباً من العنوسة وتأخر سن الزواج ، وهو هنا يكون أشبه بالصفقة ، فيما يرى البعض الآخر أن انتشار الظاهرة يشير إلى خلل نفسي في شخصية الفتاة ، أو في بنية المجتمع ، حيث من الطبيعي أن تصبو الفتاة إلى شاب وليس إلى شيخ ، بينما يرى آخرون أن لا مشكلة في ذلك مادام فارق السن ليس شديد الاتساع ، ولكن يبقى السؤال الأهم في هذا الموضوع هو : هل يمكن لهذا الزواج أن يكون ناجحاً ؟


وهنا تقرير حول مناقشة القضية مع عدد من الفتيات المقبلات على الزواج ، والسيدات من ذوات التجربة في هذا الإطار ، للتعرف على آرائهن ، كما سألنا بعض المختصات لتحليل ما توصلنا إليه :




تقول عبير 27 سنة ، ماجستير علوم طبية : عندما فكرت في الزواج اخترت رجلا يكبرني بـ 16 عاماً ، ولا أرى حرجا في ذلك فالتفاهم أساس الحياة الزوجية ، فقد آخذ شابا في مثل عمري لكن ينقصه الخبرة وروح الشباب التي توفرت في زوجي ، فقلبه مليء بالشباب والحيوية كأنه شاب في العشرينيات .



وترى السيدة نهال ، ربة منزل : إن الزواج برجل كبير لا يعيب الرجل أو الفتاة ، فقد تزوجت حينما كان عمري 16 عاما وأدرس بالصف الثاني الثانوي وزوجي حين تقدم لي كان يبلغ من العمر 36 عاما أي الفرق بيننا 20 سنة ، فطيلة السنوات التي مضت لم أشعر بفارق السن ، ومع مرور الوقت تزداد غيرتي على زوجي خاصة أن بنات هذه الأيام يميلون إلى الرجل الكبير ، وأتذكر حين كنت في بداية حياتي الزوجية كنت وقتها لا أكاد افهم شيئا عن الحياة حتى لم أكن أعرف الطبخ ، ولكن زوجي عاونني كثيراً حتى أصبحت « ست بيت » من الطراز الأول ، بالإضافة إلى تشجيعه لي بأن أكمل دراستي حتى تخرجت من الجامعة وأنجبت أبنائي الخمسة وأكبرهم الآن في الثانوية ، فشيء جميل أن اكبر ويكبر معي أبنائي ، والآن أفكر في تحضير الماجستير بعد أن كبر أبنائي جميعاً .




بينما لا تمانع ندى فاضل ، طالبة جامعية : من الإقتران برجل يكبرها بكثير حيث تقول : إن الفتاة عندما تفكر في الزواج تبحث عن الحب والعطاء والأمان والقدرة على تحمل الحياة العصرية بكل متطلباتها ، فإذا توفر ذلك في رجل يكبرني لا مانع ، لأن الشباب شباب القلب .



تقول الاخصائية الاجتماعية سماح عبد الرحمن : إن إقبال الفتيات على رجال يكبرهن بالسن يشير إلى خلل في شخصية الفتاة ، وهذا الخلل قد يكون ناجما عن تعلق الفتاة بوالدها ، وهنا تبحث بدون أن تشعر عن رجل مثله يكون حماية لها ومثلها الأعلى ، وأحيانا تكون الفتاة فاقدة للحنان واهتمام الأسرة ورعايتها فتلجأ إلى من يعوضها هذا الحنان من خلال زوج يحل محل الأب .




وتضيف سماح : على الفتاة ألا تنسى أن العلاقة الزوجية يجب ان تكون متساوية ، فيجب أن لا يزيد فارق السن عن 20 عاما فالمرأة عندما تبلغ الثلاثين سوف تكون في قمة تألقها وحيويتها بينما الرجل سيكون في الخمسين وستظهر عليه علامات فارق السن ، وبالتالي لا تجد من يجاريها في متطلباتها .



وتوضح الدكتورة فائقة بدر أستاذ علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز قائلة : أصبحنا نرى تزايد حالات زواج الفتيات بكبار السن ، فلم يعد فارق السن الكبير بين الزوجين حالة استثنائية في مجتمعاتنا ، خاصة وأن هناك عدة أسباب ، منها تأخر سن الزواج بسبب الضغوط الإقتصادية ، فقد تعاني الفتاة من وضع مادي سئ فترى الحل أن تقبل بالزواج برجل كبير يؤمن لها حياة رغدة ، وقد تكون محدودة الثقافة فترضى بفارق السن تحت ضغط الأهل ، كذلك رغبة الفتاة من الهروب من منزل العائلة بسبب المشاكل والكبت ، فترضى بأي شخص يتقدم لها .




ومن الأسباب التي قد تدفع بالفتاة أن تتزوج بمن يكبرها سناً قد تكون هذه الفتاة تزوجت زواجاً وفشل وتريد أن تتزوج برجل يعوضها عما فاتها ، ومن ثم ارتفعت فرص الإقتران بأزواج كبار في السن نظراً لقدرتهم المادية على متطلبات الزواج وتأمين حياة أسرية مستقرة .


وتضيف الدكتورة فائقة : فقد تتزوج الفتاة رجلا يكبرها بعقود ولكنها تمتلك من الفطنة والحكمة ما تستطيع به أن تعيش حياة سعيدة وهانئة ، إلا أن العكس أيضا قد يكون صحيحا ، فتتزوج الفتاة رجلا يكبرها بكثير ثم تفاجأ بعد ذلك بارتكابها هذا الخطأ الكبير وتتمنى لو أنها تزوجت شاباً في مقتبل العمر يفهمها وتفهمه .

mamin tech

I am Amin, a 37-year-old Algerian writer and blogger. Through this blog, I share my experiences and thoughts on a variety of topics. My main interests include topics such as literature, culture, travel, technology, and personal development. I have always been passionate about writing and expressing my thoughts, and this blog reflects that passion. I believe in the importance of sharing ideas and knowledge with the Arab and global community, and I always strive to provide valuable and useful content to my readers. As an Algerian writer, I seek to highlight the beauty and diversity of our culture and rich history. I always look forward to interacting with my dear readers, so do not hesitate to share your comments and opinions on blog topics. Thank you for your continued support and participation in my writing and cognitive journey.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال